تُعد السياحة في السعودية، أحد القطاعات الناشئة ذات النمو السريع، وتمثل أحد أهم المحاور لرؤية “2030”. ولإبرازها كوجهة سياحية وتسويقها محلياً وعالمياً، استحدثت السعودية للمرة الأولى في 27 سبتمبر 2019، تأشيرة سياحية تتيح لجميع مواطني دول العالم، القدوم إليها على مدار العام. وفق تنظيمات جديدة، تضمنت إمكانية الحصول على “التاشيرة الالكترونية”، أو عند الوصول لأحد منافذ الدخول.
تم الكشف عن فرصة جديدة لتعزيز قطاع السياحة، وجعله من القطاعات الإستثمارية الهامة في المملكة العربية السعودية من خلال منح فرصة استثنائية لحاملي جوازات السفر الهندية الحاصلين على تأشيرات لدول المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو شنغن. حيث يمكن للمسافرين الذين استخدموا تأشيراتهم، لتلك الدول مرة واحدة على الأقل، التقدم للحصول على التأشيرة الإلكترونية السعودية عبر الإنترنت.
وتهدف هذه الخطوة إلى جعل السفر إلى المملكة العربية السعودية أكثر مرونة وجاذبية للزوار الهنود، الذين يشهد اهتمامهم بالبلاد زيادة مستمرة؛ نظراً لتنوع المناطق والوجهات السياحية والدينية المختلفة، والثقافة الغنية فيها. وتُعد الهند واحدة من أهم أسواق السياحة نمواً في السعودية، حيث يقصدها ملايين الزوار الهنود سنوياً.
وفي عام 2022، شكل السياح الهنود 20 في المائة من الرحلات الخارجية، مما يدل على اهتمامهم المتزايد بزيارة المملكة العربية السعودية. ومن المتوقع أنّ عدد الزوار الهنود، سيتضاعف في عام 2023، ويصل إلى أكثر من 12 مليوناً بحلول عام 2030، ولأغراض متعددة.
كما تسعى هيئة السياحة، إلى تحويل صورة المملكة، من وجهة مخصصة للحجاج، إلى نقطة جذب سياحية متعددة الأوجه. بحيث تتحول السياحة إلى قطاع اقتصادي يسهم بفعالية متزايدة في الناتج القومي الإجمالي. وتعتبر الشراكة مع الزوار الهنود جزءاً أساسياً من هذا الانتقال. من خلال حملات ترويجية مبتكرة وشراكات استراتيجية. تهدف المملكة إلى زيادة التسهيلات للمسافرين الهنود وجذب أكبر عدد منهم في السنوات المقبلة.
إلى جانب ذلك، قدمت الممكلة تسهيلات للسفر من خلال منح تأشيرة مرور لمدة 96 ساعة. كما أنشأت تسعة مكاتب تسهيل الخدمات العالمية لمنح التأشيرات “VFS Tasheel”، في جميع أنحاء الهند. لتقديم خدمات إدارية آمنة وفعالة للمساعدة في تجربة الحصول على تأشيرة السفر.
بإيجاز، يمثل قرار المملكة العربية السعودية الأخير. بالسماح لحاملي جوازات السفر الهندية، والحاصلين على تأشيرات المملكة المتحدة والولايات المتحدة وشنغن، بالتقدم للحصول على تأشيرات إلكترونية، خطوة محورية في تعزيز السياحة بين البلدين. من خلال هذه المبادرات المبتكرة، والحملات الاستراتيجية، تستعد المملكة بتلك المبادرات للارتفاع الكبير في عدد الزوار الهنود في المستقبل القريب.