حاضنة الأعمال هي منصة حيوية لدعم روّاد الأعمال والمبتكرين، خاصة أولئك الذين يفتقرون إلى الموارد المالية أو الخبرات التشغيلية. في المملكة العربية السعودية، برز دور حاضنات ومسرّعات الأعمال كوسيلة فعّالة لتعزيز بيئة الاستثمار وتنمية المشاريع الناشئة. تقدم هذه الجهات المتخصصة دعمًا متكاملاً يشمل الاستشارات، التمويل، الدعم التقني والقانوني، بهدف تحويل الأفكار إلى مشاريع قابلة للنمو والنجاح. وتستمر فترة الاحتضان من 3 أشهر إلى عدة سنوات حسب نوع المشروع. هذا التوجه يسهم في خلق منظومة ريادية قوية، تدعم الاقتصاد وتفتح آفاقًا واسعة لصغار المستثمرين في المملكة.
|
لماذا تُعد حاضنة الأعمال مهمة لرواد الأعمال الصغار؟
تلعب حاضنة الأعمال دورًا محوريًا في تمكين رواد الأعمال الناشئين، إذ تقوم فكرتها الأساسية على احتضان المشاريع أو الأفكار الاستثمارية المقدّمة من الأفراد أو الكيانات الناشئة، والعمل على تطويرها وتحويلها إلى مشاريع واقعية قابلة للنمو والاستدامة.
تبدأ آلية عمل الحاضنة بتقديم مجموعة متكاملة من أشكال الدعم، سواء المالي أو التقني، حيث يستفيد رواد الأعمال من خبرات واستشارات متخصصين في مختلف المجالات. ولا يقتصر هذا الدعم على الجوانب التشغيلية، بل يمتد أيضًا إلى النواحي القانونية، لضمان تحويل الفكرة إلى كيان استثماري رسمي ومعترف به قانونيًا.
ما هي أنواع الدعم التي تقدمها حاضنة الأعمال للمستثمرين؟
لتحويل الأفكار الاستثمارية من مجرد خطط على الورق إلى مشاريع قائمة ومربحة، تقدم حاضنات الأعمال مجموعة متكاملة من أشكال الدعم لرواد الأعمال والمستثمرين الصغار، موزعة على مراحل متعددة، يمكن تلخيصها كالتالي:
-
الدعم المالي: توفر بعض الحاضنات تمويلاً للمشاريع وفق خطة محددة تهدف إلى تحقيق نمو فعّال، مقابل حصة من أسهم المشروع أو نسبة من الأرباح المستقبلية.
-
الدعم التقني: تقدّم حلولاً تكنولوجية متقدمة لا تكون متاحة للمستثمر الفرد، مثل دعم المشاريع الافتراضية عبر الإنترنت والبنية التحتية الرقمية.
-
الدعم الإداري والقانوني: تساعد في تأسيس الشركة بجميع مراحلها، من الترخيص إلى التسجيل القانوني، لضمان انطلاقة سليمة وقانونية للنشاط الاستثماري.
-
بناء العلاقات في السوق: تسهّل الحاضنة التواصل بين رواد الأعمال والمستثمرين الآخرين، بما يعزز من فرص التعاون والنمو عبر شراكات استراتيجية.
-
الدعم التسويقي: تساعد على الترويج للمنتجات والخدمات بشكل احترافي، مما يضمن الوصول إلى الجمهور المناسب وتحقيق انتشار أوسع داخل السوق السعودي.
-
الدعم المحاسبي: تساند المستثمرين في تنظيم الشؤون المالية ومسك الدفاتر، لتفادي الأخطاء الشائعة في بداية المشاريع.
-
الوصول إلى حلفاء استراتيجيين: تتيح فرصة التواصل مع مستثمرين ذوي خبرة في نفس المجال، لتبادل الخبرات وتقديم الاستشارات التخصصية.
-
البرامج التدريبية: توفر دورات تدريبية وورش عمل تهدف إلى تطوير مهارات رواد الأعمال والعاملين في المشروع في مجالات الإدارة والإنتاج.
-
الاستشارات المستمرة: توفر فريقاً استشارياً متخصصاً لدعم المستثمرين على مدار الساعة، لتجنّب الأخطاء التقنية، المالية، أو القانونية.
-
الامتثال القانوني: تنظّم ورش عمل لتوعية المستثمرين بالقوانين واللوائح التنظيمية الخاصة بالأنشطة الاستثمارية في المملكة.
-
حماية الملكية الفكرية: تدعم تسجيل براءات الاختراع والعلامات التجارية، مما يحفظ الحقوق القانونية والمالية لأصحاب المشاريع.
في المجمل، يتضح أن حاضنة الأعمال هي منصة شاملة للانطلاق نحو عالم ريادة الأعمال بثقة واستقرار، وكل ما تحتاجه هو فكرة قابلة للتنفيذ ودعم يوجّهك في الاتجاه الصحيح نحو النجاح والاستدامة.
ما الفرق بين حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال؟
تُعرّف حاضنات الأعمال على أنها كيانات تهدف إلى دعم تأسيس ونمو المشاريع الريادية، من خلال توفير مجموعة من الخدمات والموارد الأساسية، مثل: مساحات العمل، وخدمات تطوير الأعمال، والاستشارات، والإرشاد، والتدريب. كما تساهم في تسهيل حصول رواد الأعمال على التمويل أو الاستثمار، وذلك خلال فترة زمنية محددة قد تتراوح ما بين ثلاثة أشهر إلى عدة أعوام، وفقًا لطبيعة المشروع.
أما مسرّعات الأعمال فهي برامج مكثفة تستهدف تسريع نمو الشركات القائمة بالفعل وتوسيع نطاق أعمالها خلال فترة زمنية أقصر، غالبًا ما تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر. وتشمل هذه البرامج توفير الدعم الاستشاري، ومساحات العمل، والتوجيه، إلى جانب تسهيل الوصول إلى المستثمرين وتقديم تمويل، مقابل حصول المسرّعة على نسبة من الأسهم أو الأرباح.
ما هو عدد حاضنات الأعمال في المملكة ؟
حتى أبريل 2024، بلغ عدد التراخيص الصادرة لتأسيس حاضنات الأعمال ومسرّعات الأعمال ومساحات العمل المشتركة في المملكة العربية السعودية نحو 289 ترخيصًا، وفقًا لما أعلنته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة “منشآت”. وتنتشر هذه الكيانات الداعمة لريادة الأعمال في مختلف مناطق المملكة، بما في ذلك الرياض، جدة، الدمام، الطائف، أبها، القصيم، والمدينة المنورة، وتغطي مجموعة واسعة من القطاعات، على رأسها التقنية، الابتكار، وريادة الأعمال.
تعكس هذه الأرقام نموًا متسارعًا في بيئة دعم الأعمال في المملكة، وتؤكد على التوجه الاستراتيجي نحو تعزيز الابتكار وتنمية الاقتصاد الوطني من خلال دعم المشاريع الريادية والشركات الناشئة.
أبرز حاضنات ومسرّعات الأعمال في السعودية
شهدت المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا في منظومة ريادة الأعمال، وتُعد الحاضنات والمسرعات من أهم أدوات هذا النمو. إليك أبرز الجهات الداعمة:
- حاضنة أعمال بيزنس لينك: حاضنة أعمال ذات فروع متعددة في عديد من دول العالم مثل الإمارات والسعودية والهند ومصر وبريطانيا، تقوم بدعم صغار المستثمرين ورواد الأعمال إدارياً وتقنياً وفنياً وقانونياً.
-
برنامج بادر: يُعد من أقدم برامج الحاضنات في المملكة، انطلق عام 2007، ويشرف اليوم على 8 حاضنات أعمال موزعة على 7 مدن سعودية، مع تركيز على الابتكار في مختلف القطاعات.
-
BIAC – حاضنة ومسرعة أعمال: أول مشغل مرخّص لحاضنات ومسرّعات الأعمال في السعودية، وتدير مشاريع متنوعة في كل من القطاع الحكومي والقطاع الخاص، مع توفير حلول متكاملة لدعم روّاد الأعمال.
-
KAUST – حاضنة أعمال جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية: تركّز على دعم المشاريع التقنية العميقة عبر مركز ريادة الأعمال وصندوق الابتكار، ما يجعلها منصة استراتيجية للبحث والتطوير.
-
واعد – حاضنة أعمال تابعة لأرامكو: تستهدف المشاريع الناشئة في مراحلها الأولى، وتوفر لها الدعم المالي والإرشادي ضمن منظومة أرامكو السعودية لتعزيز ريادة الأعمال.
أقرأ المزيد عن الحصول على ترخيص الاستثمار فى السعودية.
ما هي شروط الحصول على دعم من حاضنة الأعمال؟
تختلف شروط الحصول على دعم حاضنات الأعمال بحسب نوع الحاضنة وطبيعة النشاط التجاري، لذا يُنصح دائمًا بمراجعة كل حاضنة لمعرفة شروط التأهل، سواء كانت حاضنة فعلية أو افتراضية. فعلى سبيل المثال، تشترط “حاضنة أعمال جامعة الملك عبد الله” أن يكون المتقدّم سعودي الجنسية، مع أولوية لطلاب وخريجي الجامعات السعودية، خاصة جامعة الملك سعود، كما يُفضّل أن يكون المتقدّم قد أتم برنامجًا تدريبيًا في ريادة الأعمال مثل “الريادة عن بُعد”، ويُشترط أن تكون فكرة المشروع مبتكرة وقابلة للتطبيق وتلبي احتياجات السوق المحلي، مع الالتزام باللوائح الداخلية للحاضنة وحضور المقابلات وتوقيع عقد الاحتضان، ويُفضل أن تكون المشاريع ضمن قطاعات التقنية، الذكاء الاصطناعي، الخدمات أو الصناعة. وبشكل عام، تدور شروط معظم الحاضنات في إطار هذه المعايير مع بعض التعديلات حسب القطاع ونوع الحاضنة. أما في بيزنس لينك، فنحن نقدّم دعمًا شاملًا ومباشرًا لروّاد الأعمال في تأسيس الشركات واستخراج التراخيص والتصاريح الحكومية، إلى جانب خدمات العلاقات العامة وتأجير المكاتب والمقرات، وذلك في السعودية، الإمارات، مصر، الهند، والمملكة المتحدة. نحن هنا لدعم رحلتك الاستثمارية وتحقيق نجاحك التجاري. تواصل معنا من السعودية عبر البريد الإلكتروني info@businesslinkuae.com، أو الاتصال على الرقم 0096115120977، أو عبر الواتساب 0096544240444.
الخاتمة
تُعد حاضنة الأعمال إحدى الوسائل الفعّالة لتعزيز نمو الاستثمار، إذ تسهم هذه الأداة الاستثمارية في تشجيع صغار المستثمرين والمبتكرين على دخول السوق وتأسيس شركات وكيانات جديدة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى توسّع سوق الأعمال وزيادة حجم الاستثمار في المملكة بشكل عام. وقد أظهرت بعض الدراسات أن الشركات الصغيرة التي نشأت بدعم من حاضنات الأعمال تتمتع بنسبة بقاء في السوق أعلى بنسبة 44% مقارنةً بتلك التي تأسست بجهود فردية فقط.